بارقة أمل

مجدي دربالة يكتب: رسالة إلى السوق السوداء

مجدي دربالة
مجدي دربالة

ربما يكون ظهور السوق السوداء فى الدولار هو إحدى الظواهر المزعجة التى تواجه البنك المركزى بقيادة المحافظ حسن عبدالله الذى يعمل فى ظروف بالغة الصعوبة.. ومن الواضح أن السوق غير الرسمى فى مصر عامر بالدولارات التى تكفى وتزيد على سد كل احتياجات مصر.. حيث تحول بيع وشراء الدولار إلى تجارة واستثمار.. ويحكم هذا العالم المعلومات والشائعات التى ترفع وتهبط بالدولارات حسب مهارة تجار السوق السوداء فى إدارة المعركة وترويج الشائعات.. ومنها قولهم إن الدولار قد يزيد بقوة بعد عيد الفطر.. ويقابل هذه التكهنات تحليلات اقتصادية قد تكون أقرب إلى التنبؤ بمستقبل الدولار على مستوى العالم.. فالمتابع للأحداث يلمح تحركات حثيثة غير مسبوقة للإدارة الأمريكية تسعى إلى الحفاظ على مكانة عملتها من التراجع الذى يهددها عالميا.. ويبدو وكأن العالم اتفق على انهاء الهيمنة الأمريكية اقتصاديا.

انزعج الأمريكان من العديد من الاتفاقات التجارية فى منطقة الشرق الأوسط خاصة أنها تستند إلى التعامل باليوان الصينى والروبل الروسى والروبية الهندى.. وانزعج الأمريكان أكثر حينما وجدوا أن حلفاءهم الكبار من الأوروبيين يعقدون اتفاقات نفطية بعملة الروبل.. واستشاط الأمريكان غضبا وهم يرون البساط يسحب من تحت أقدام الدولار سيد العملات.. وبات فى الأفق أن زمن القطب الواحد ينتهى واتفق الجميع على أن الاقتصاد يجب أن يكون متنوعا.. وفى مصر كنا نتحدث منذ فترة عن التعاملات مع الروس بالروبل خاصة فى قطاعات السياحة.. وهناك تعاملات تجارية كبيرة بين مصر والصين ونقل هذه التعاملات إلى خانة الين بدلا من الدولار من الممكن أن يخفف الضغط كثيرا على اقتصاد مصر.. ومن ثم يتراجع سعر الدولار بشدة وهذا ما نرجوه مستقبلا.. ونتمنى أيضا أن تصل هذه الرسالة إلى تجار السوق السوداء للدولار.. وسنرى ما تسفر عنه الأيام القادمة.